خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 9 من ذي القعدة 1445هـ - الموافق 17 /5 / 2024م
اجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ وَطَاعَةُ وَلِيِّ الْأَمْرِ
الْـحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا يَمْلَأُ أَقْطَارَ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ، وَلَهُ الشُّكْرُ عَلَى نِعَمِهِ وَآلَائِهِ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي عَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ، كَتَبَ الْعِزَّةَ لِأَوْليَائِهِ، وَالذِّلَّةَ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُاللهِ وَرَسُولُهُ وَخَاتِمُ أَنْبِيَائِهِ، أَعَزَّ بِهِ بَعْدَ الذِّلَّةِ، وَكَثَّرَ بِهِ بَعْدَ الْقِلَّةِ، وَكَانَ الْقُدْوَةَ الْمُثْلَى لِعِبَادِ اللهِ وَأَصْفِيَائِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ اعْتَصَمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ لِقَائِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ؛ فَهُوَ أَهْلُ الشُّكْرِ وَالْغُفْرَانِ، ) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( [المائدة:2].
إِخْوَةَ الْإِسْلَامِ وَالْإِيـمَانِ:
مَا مِنْ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا وَتَطْمَحُ لِنَيْلِ الْـمَعَالِي وَالْمَجْدِ، وَتَرْنُو إِلَى مَدَارِجِ الْعِزِّ وَالسُّؤْدُدِ، تَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِهَا، وَتُقَدِّمُ أَرْوَاحَهَا وَأَمْوَالَهَا أَثْمَانًا بَاهِظَةً لِتُحَقِّقَ أُمْنِيَّاتِهَا، وَتَصِلَ إِلَى تَطَلُّعَاتِهَا فِي الْوَحْدَةِ وَالتَّآلُفِ، وَالتَّعَاوُنِ وَالتَّكَاتُفِ؛ قَالَ تَعَالَى:)وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( [آل عمران:103]. فَاعْتِصَامُ الْجَمِيعِ بِحَبْلِ اللهِ الْمَتِينِ نَجَاةٌ لَهُمْ وَرَحْمَةٌ، وَصَلَاحٌ لِمُجْتَمَعِهِمْ وَنِعْمَةٌ، وَبَرَكَةٌ فِي أَمْوَالِهِمْ وَمُؤَسَّسَاتِ وَطَنِهِمْ، وَفَلَاحُهُمْ هَذَا يَتَحَقَّقُ بِالْتِزَامِهِمْ قَوْلَ رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ: )وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ( [المائدة:2]، وَمُخَالَفَةُ هَذَا السَّبِيلِ هَلَاكٌ لِلْعِبَادِ، وَإِضْرَارٌ بِالْبِلَادِ؛ كَمَا قَالَ الْبَارِي سُبْحَانَهُ: )وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ( [ال عمران:105].
أَيُّهَا الْـمُؤْمِنُونَ:
إِنَّ وَطَنَنَا الْكُوَيْتَ قَدَّمَ لَنَا الْكَثِيرَ وَيَسْتَحِقُّ مِنَّا الْكَثِيرَ، وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ انْتِمَاؤُنَا صَادِقًا وَمُوَاطَنَتُنَا صَالِحَةً؛ فَالْـمُوَاطَنَةُ الصَّالِحَةُ لَيْسَتْ بِالْأَقْوَالِ وَالشِّعَارَاتِ فَقَطْ، بَلْ هِيَ أَعْمَالٌ إِيجَابِيَّةٌ تِجَاهَ الْوَطَنِ لِلتَّعْبِيرِ عَنْ حُبِّهِ وَصِدْقِ الِانْتِمَاءِ إِلَيْهِ، وَرَدِّ شَيْءٍ مِنْ جَمِيلِهِ؛ بِإِرْسَاءِ دَعَائِمِ الْعَطَاءِ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى عَقِيدَةِ الْمُجْتَمَعِ وَهُوِيَّتِهِ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَتَحَقُّقِ الْعَدَالَةِ وَالْمُسَاوَاةِ وَالْكَرَامَةِ وَالْإِصْلَاحِ، وَالْعِلْمِ وَالتَّنْمِيَةِ، وَالْحِرْصِ عَلَى رِفْعَةِ الْوَطَنِ وَتَقَدُّمِهِ وَوَحْدَتِهِ.
فَإِنَّ الْوَطَنَ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا تَجِبُ رِعَايَتُهُ وحِفْظُهُ وصَوْنُهُ، وَأَنْ نَحْفَظَ مَا أَوْلَانَا بِهِ الْمَوْلَى بِالْتِزَامِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ علَى مُسْتَوَى الْفَرْدِ والْمُجْتَمَعِ، وَتَطْبِيقِ شَرْعِهِ وَأَحْكَامِهِ، وَالسَّعْيِ لِإِقَامَةِ الْعَدْلِ وَالْحُكْمِ بِهِ، وَالْأَمْرِ بالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَدَاءِ الْحُقُوقِ وَالْأَمَانَاتِ؛ قَالَ تَعَالَى: ) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ( [الحج:40]، وَتَنْمِيَةِ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ فِي جَمِيعِ الْمَجَالَاتِ، وَحِفْظِ مَوَارِدِ الدَّوْلَةِ وَأَمْوَالِهَا وَمَرَافِقِهَا، وَالتَّعَاوُنِ فِيمَا بَيْنَنَا جَمِيعًا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَالْأَخْذِ عَلَى يَدِ الْمُخَالِفِ وَالظَّالِمِ وَرَدِّهِ عَنْ مُخَالَفَتِهِ وَظُلْمِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( [الأعراف:96].
مَعْشَرَ الـْمُسْلِمِينَ:
الْمُوَاطَنَةُ الصَّالِحَةُ تُوجِبُ عَلَيْنَا: تَغْلِيبَ الْمَصْلَحَةِ الْعَامَّةِ لِلْبِلَادِ عَلَى الْمَصَالِحِ الشَّخْصِيَّةِ، وَحَثَّ الْجَمِيعِ عَلَى بَذْلِ مَزِيدٍ مِنَ الْعَمَلِ وَالْجُهْدِ، وَعَدَمَ الِانْصِيَاعِ إِلَى الدَّعَوَاتِ الَّتِي قَدْ تَكُونُ سَبَباً فِي النَّيْلِ مِنِ اسْتِقْرَارِنَا؛ فَمِنْ أَهَمِّ مُقَوِّمَاتِ الْعَيْشِ الْكَرِيمِ، وَنَيْلِ الْقُوَّةِ وَالتَّمْكِينِ، وَالرُّقِيِّ وَالتَّعْمِيرِ: الْأَمْنُ وَالِاسْتِقْرَارُ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ، وَفِي كُلِّ مَجَالَاتِهِ؛ ذَلِكَ أَنَّ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ ضَرُورَةٌ مِنْ ضَرُورَاتِ الْعَيْشِ، وَالْبِلَادُ الَّتِي تَكُونُ مُسْتَقِرَّةً يَفِدُ النَّاسُ إِلَيْهَا، وَيَرْغَبُونَ فِيهَا، وَيَبْذُلُونَ الْغَالِيَ وَالنَّفِيسَ لِسُكْنَاهَا، وَحَتَّى يَدُومَ الِاسْتِقْرَارُ وَالْأَمَانُ فِي الْبِلَادِ تَجِبُ مُجَانَبَةُ الْفِتَنِ وَأَهْلِهَا، وَالْحَذَرُ مِنْ مَسَارِبِهَا؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ]. وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَالِابْتِعَادُ عَنْ شَقِّ عَصَا الطَّاعَةِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ r لَمَّا أَخْبَرَ عَنْ زَمَنِ اسْتِحْكَامِ الْفِتَنِ، وَكَثْرَةِ الدُّعَاةِ إِلَى جَهَنَّمَ، سَأَلَهُ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَمَّا يَفْعَلُ إِنْ أَدْرَكَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْـحَكِيمِ،
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْـحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ، وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شِرِيكَ لَهُ؛ الْـمَلِكُ الْـحَقُّ الْـمُبِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَسَيِّدُ الْـخَلْقِ أَجْمَعِينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهُ؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْصُرُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ، وَيُؤَيِّدُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ، وَيُغِيثُ مَنْ نَادَاهُ، وَيُجِيبُ الْـمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
اعْلَمُوا أَنَّ وَحْدَةَ بَلَدِنَا أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، وَنَحْنُ مَسْؤُولُونَ عَنْهَا أَمَامَ اللهِ: أَحَفِظْنَا أَمْ ضَيَّعْنَا؟ فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ بِجِدٍّ وَصِدْقٍ وَمُصَابَرَةٍ، وَإِخْلَاصٍ وَإِتْقَانٍ وَمُثَابَرَةٍ؛ لِنَعِيشَ الْإِيمَانَ الَّذِي لَا يَعْرِفُ التَّرَدُّدَ، وَالْوَحْدَةَ الَّتِي لَا تَعْرِفُ التَّفَرُّقَ، وَالشُّورَى الَّتِي لَا يُخَالِطُهَا اسْتِبْدَادٌ، وَالتَّضَامُنَ الَّذِي لَا تُلَامِسُهُ أَثَرَةٌ؛ لِنَتَعَاوَنْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَنَتَنَاهَ عَنِ الْإِثْمِ وَالْمُنْكَرِ وَالْعُدْوَانِ، وَلْنَكُنْ يَدًا عَلَى مَنْ سِوَانَا: دِينُنَا الْإِسْلَامُ، وَمَنْهَجُنَا الْقُرْآنُ، وَقُدْوَتُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلْتَكُنْ آمَالُنَا مُشْتَرَكَةً، وَآلَامُنَا مُقْتَسَمَةً. لِيَعْطِفْ فِينَا الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ، وَلَيَنْصُرِ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، وَلْيَرْحَمْ كَبِيرُنَا صَغِيرَنَا، وَلْيُوَقِّرْ صَغِيرُنَا كَبِيرَنَا، وَلْنَجْتَمِعْ عَلَى كَلِمَةِ الْـحَقِّ وَنَنْبُذْ مَا دُونَهَا مِنَ الْبَاطِلِ؛ لِتَجْمَعَنَا أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، وَتَرْبِطَنَا رَابِطَةُ الرَّحِمِ الْعَظِيمَةُ، وَتَقُودَنَا الْأَخْلَاقُ الْكَرِيمَةُ، )إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ([الأنبياء:92]، وَلْنَقِفْ صَفًّا وَاحِدًا خَلْفَ وُلَاةِ أُمُورِنَا، وَأَنْ نَكُونَ لَهُمْ خَيْرَ عَوْنٍ وَنَصِيرٍ، فَنَشْكُرَ فَضْلَهُمْ وَجُهْدَهُمْ، فَإِنَّ مِنْ آكَدِ الْوَاجِبَاتِ الشَّرْعِيَّةِ: السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ، وَالنُّصْحَ، وَالدُّعَاءَ، وَالِاجْتِهَادَ فِي جَمْعِ الْكَلِمَةِ عَلَيْهِمْ تَحْتَ رَايَةِ الْإِسْلَامِ، فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
وَثَبَتَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا [أَيْ: لَا يَدْخُلُهُ حِقْدٌ يُزِيلُهُ عَنِ الْحَقِّ]: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].
وَفِي بَعْضِ رِوَايَاتِ الصَّحِيحِ لِوَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْمَشْهُورَةِ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَغَيْرِهِمَا، قَوْلُهُ: (وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَةَ مَنْ يَلِي أَمْرَكُمْ، وَأَعِينُوهُ، وَأَدُّوا إِلَيْهِ الْأَمَانَةَ). فَإِذَا سَمِعَتِ الرَّعِيَّةُ وَأَطَاعَتْ حَصَلَ بِذَلِكَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، وَقَامَتْ مَصَالِحُ النَّاسِ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ، وَالْـمُسْلِمِينَ وَالْـمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْـمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْـمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ كُنْ لَنَا مُؤَيِّدًا، وَلَا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ عَلَيْنَا يَدًا، وَقَنِّعْنَا مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ، وَهَوِّنْ عَلَيْنا كُلَّ أَمْرٍ عَسِيرٍ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ مَخْرَجاً، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، وَاجْمَعْ كَلِمَةَ الْـمُسْلِمِينَ وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَلَدَنَا الْكُوَيْتَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَوَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَارْزُقْهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ الَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيْرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْـحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة